نصائح من الطب النبوي لتناول الطعام |
نصائح وتوجيهات رائعة من الطب النبوي
أرجو أن يقرأ كل طبيب هذا المقال ويعالج المرضى بهذا الأسلوب بدلا من الإسراع في وصف المضادات الحيوية الضارة والمسكنات.
إن أزمة الصحة التي يعاني منها الكثيرون هي أزمة طبية تعتمد على علاج الأعراض بدلا من أن تعالج المسببات، والإسراع إلى الأدوية قبل العلاج بالحمية والغذاء. وإليك هذه التوجيهات النبوية:
1- الاحتماء من التخمة والزيادة في الأكل
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما ملأ آدمي وعاء شر من بطنه، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لابد فاعلا فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه".إن الخروج عن هذه السنة والأكل من أجل التلذذ فقط يؤدي إلى زيادة الوزن، التخمة والشعور المستمر بالإجهاد والإعياء؛ لأن إدخال الطعام على الجسم قبل هضم الطعام الأول ينهكه كما أنه يخالف هديه صلى الله عليه وسلم في قوله: "نحن قوم لا نأكل حتى نجوع وإذا أكلنا لا نشبع". اقرأ أيضا: الكشف عن طعام نباتي يمنحك احتياجك اليومي من فيتامين د.
إن اعتماد الناس على الأغذية بطيئة الهضم قليلة النفع، والإكثار من الأغذية المختلفة التراكيب، أدى إلى انتشار الأمراض المختلفة ومعاناة الشخص الواحد من العديد من الأمراض في نفس الوقت مثل: آلام المفاصل والسكري والضغط. قال الشافعی: "ما شبعت منذ ست عشرة سنة إلا شبعة واحدة طرحتها. لأن الشبع يثقل البدن ويقسي القلب، ويزيل الفطنة ويجلب النوم، ويضعف صاحبه عن العبادة ".
2- الانتفاع بالحمى
معظم الأطباء يسارعون إلى إعطاء الأطفال المضاد الحيوي عند ارتفاع درجة الحرارة، في حين أن هناك أنواع من الحمى التي تزول خلال يوم أو ثلاثة أيام – وغالبا لا يحتاج الجسم خلالها إلى طعام، بل يحتاج إلى الماء البارد وخافض الحرارة.
قال الرسول صلى الله عليه وسلم : "إذا حم أحدكم: فليرش عليه الماء البارد ثلاث ليال من السحر". وقال صلى الله عليه وسلم: "الحمى قطعة من النار، فبردوها عنكم بالماء البارد".
3- علاج عرق النسا
قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "دواء عرق النسا: آلية شاة أعرابية تذاب، ثم تجزأ ثلاثة أجزاء، ثم تشرب على الريق في كل يوم جزء". اقرأ أيضا: هذا ما سيحدث لجسمك عند تناول كوب من الماء على الريق لمدة أسبوعين.
4- عدم إكراه المرضى على الطعام والشراب
قال الرسول صلى الله عليه وسلم : "لا تكرهوا مرضاكم على الطعام والشراب، فإن الله عز وجل يطعمهم ويسقيهم". وذلك لأن المريض إذا لم يشته الطعام أو الشراب فذلك لأن جسمه منهمك بمجاهدة المرض، فإذا أكره على الطعام تضرر لعدم قيام الجهاز الهضمي بعمله كما يجب بما يتبعه عسر هضم و سوء حالة المريض، و كل مريض له غذاء معين له وغالبا ما يكون قليلا سهل الهضم.
5- أخذ الدواء من المكان الذي يسكنه المريض
حيث أن للهواء والتربة والأرض خواص وطبائع يقارب اختلافها اختلاف طبائع الإنسان. فرب أدوية تنفع أناس وتضر آخرين، وأدوية لأهل بلاد لا تناسب غيرهم ولا تنفعهم.
6- الحمية
تنقسم الحمية إلى قسمين:
الأولى حمية عما يجلب المرض وهذه حمية الأصحاء، وحمية عما يزيد المرض وهي حمية المرضى. والأصل في الحمية قوله تعالى: "وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أولا مستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا"(النساء 43). فحمي المريض من استعمال الماء لأنه يضره. اقرأ أيضا: طريقة زيادة الوزن 10 كيلو خلال أسبوع.
إن قول الحارث بن كلدة: "المعدة بيت الداء والحمية رأس الدواء" فيه حكمة بالغة لا يستعين بها الكثيرون ويتركونها مع العلم بأنها من أهم الوسائل للعلاج والشفاء بإذن الله لبعض الأمراض الشائعة.
إن من تدبر هدي الرسول في الطعام يجد أن أكله كان بسيطا ومفردا. يقول ابن القيم الجوزية في كتابه الطب النبوي: "ومن تدبر أغذيته صلى الله عليه وسلم وما كان يأكله، وجده لم يجمع قط بين لبن وسمك ولا بين لحم ولبن ولا بين لبن وبيض".
لقد اكتشف بعض أخصائيين التغذية غير التقليديين ضرر الجمع بين البروتينات المختلفة، لأن كل بروتين له مزايا خاصة ويحتاج إلى عصارات حمضية مختلفة تلائمه ولا تلائم غيره. فإذا اجتمعت البروتينات المختلفة في وجبة غذائية واحدة أضرت بالمعدة ولم ينتفع الجسم منها.
على سبيل المثال طبق الفتة الذي يتألف من اللحم ولبن الزبادي والحمص. أو طبق "الشاكرية"، "لبن أمه" المؤلف من اللبن الزبادي واللحم، وكذلك بالنسبة إلى الحليب والبيض.
كما أنه صلى الله عليه وسلم لم يكن يجمع بين الأطعمة المختلفة كما صارت العادة والتقاليد في بلادنا، فعلى سبيل المثال لم يكن يجمع بين سريع الهضم وبطيئه.
هذا كان نظامه صلى الله عليه وسلم منذ أكثر من 1400 سنة ولقد وجد بعض الأطباء أن الجمع بين النشويات (السريعة الهضم) والبروتينات (البطيئة الهضم) في الوجبة الواحدة يسبب عبئا على المعدة والأمعاء فلا ينتفع الجسم بما أكل، مما يؤدي إلى كثير من الأمراض. اقرأ أيضا: بالفيديو| تحضير مشروبات "ديتوكس" للتخسيس وإنقاص الوزن بسرعة.
تذكر الكاتبة Doris Grant في كتابها Food Combining For Health أن البروتين الحيواني حين يصل إلى المعدة يثير HYDRO CHLORIC ACID الذي يعمل بدوره على تنشيط خميرة PEPSIN التي تعمل على كسر وهضم البروتين.
إن مثل هذه العملية تحتاج إلى وسط كامل الحموضة. لذلك إذا اجتمعت النشويات والبروتينات في نفس الوقت في المعدة ستحيد الإفرازات القلوية (اللازمة لهضم النشويات) عملية هضم البروتينات.
إن عملية هضم النشويات تبدأ في الفم حيث تقوم خميرة PTYALIN بكسر النشويات قبل وصولها إلى الأمعاء الدقيقة حيث يتم هضمها الكامل، لذلك فإن وجود العصارة القلوية والحمضية في المعدة في الوقت نفسه سيعطل عملية هضم البروتينات والنشويات.
ويذكر ابن القيم أيضا أن الرسول لم يكن يأكل شيئا من الأطعمة العفنة والمالحة: كالكوامخ و المخللات والملوحات. اقرأ أيضا: هل تعلم لماذا نهانا النبي (ص) عن النوم على البطن.
إن بعض الأطباء وبعض أخصائيين التغذية ينادون بالتخفيف أو الامتناع عن الملح الذي صار يعرف "بالسم الأبيض"؛ لما أثبت من ضرره على صحة الإنسان.
إن المخللات والملوحات بالإضافة إلى كونها عديمة الفائدة من الناحية الغذائية فإنها ضارة أيضا. كما أنه كان لا يأكل طبيخا بائتا يسخن له بالغد. إن ما ينادي به بعض أخصائي التغذية هو أكل الطعام طازجا وعدم إعادة تسخينه؛ لأن إعادة التسخين تقضي على ما تبقى من عناصر غذائية مهمة لصحة الإنسان.
قد يقول قائل أن الرسول لم يأمر ولم ينهى بالنسبة لبعض ما ذكره ابن القيم في كتابه. هذا صحيح، ولكنه أسوة حسنة، عدا أن راحة الجسم وصحته وعافيته هي في الطعام البسيط والطبيعي وليس في الطعام المركب المعقد الذي أدى إلى ظهور الأمراض المركبة في الجسم الواحد.