كيفية علاج الاسهال عند الأطفال |
تعريف الإسهال
الإسهال عبارة عن نقصان في تماسك قوام البراز، أو زيادة الشعور بالحاجة للتبرز، أو هما معا، قد يُرافق الإسهال بعض الأعراض الأخرى عند الأطفال، مثل: التقيؤ، وفقدان الشهية، ونقص الوزن، وارتفاع درجة الحرارة، وألم البطن، وخروج دم في البراز.
مع أن حالات الإسهال عند الأطفال تكون قصيرة الأمد عادة ولا تستمر لأكثر من عدة أيام قبل انتهائها دون علاج، إلّا أنّها تُعتبر من الاضطرابات الصحيّة المقلقة خاصة عند الأطفال؛ حيثُ إنّ الكثير من الحالات تتطلّب الذهاب إلى المُستشفى؛ لتلقي الرعاية الطبية اللازمة، كما أن الإسهال عند الأطفال يؤدي إلى وفاة أكثر من 1.5 مليون طفل سنويّاً في العالم.
علاج الإسهال عند الأطفال
علاج الإسهال عند الأطفال يعتمد على العديد من العوامل مثل: شدّة الإسهال، وسبب الإصابة بالإسهال، إضافة لسن الطفل، والأعراض التي تبدو عليه. علاج الإسهال يعتمد بالطريقة المثلى لدى الأطفال على الأمور التالية:
1- تعويض نقص السوائل المفقودة
يبدأ العلاج عادة بمحاولة تعويض السوائل التي فقدها الجسم بسبب الإسهال؛ فإن كان الإسهال خفيفاً، قد لا يتطلب أي تغيير أو تعديل لغذائه ويُنصح بالمداومة على إعطائه السوائل ومتابعة غذائه المعتاد.
في حالة استمرار الإسهال عند الطفل، يُنصح بإجراء بعض التعديلات على غذائه أو إعطائه محاليل معوضة لنقص السوائل من خلال الفم، وهي سوائل تحتوي على المواد الأساسية التي تُساعد على تعويض الماء والأملاح التي فقدت من جسم الطفل بسبب الإسهال. اقرأ أيضا: مرض البواسير: أسبابه وأعراضه وكيفية علاجه.
يُنصح بإعطاء كميّات قليلة من محاليل السوائل المعوضة كل 15-30 دقيقة عن طريق الفم مع الاستمرار في إعطاء الطفل الغذاء المُعتاد، فالطفل المُتلقي للرضاعة الطبيعيّة يستمر في رضاعته بالشكل الطبيعي المُعتاد مع هذه المحاليل، في حال الرضاعة الصناعيّة ينصح بعض الأطباء بإعطاء المحاليل الفموية لمدة 12-24 ساعة ثم العودة للرضاعة بالشكل الطبيعي.
يُنصح الأطفال الذين يتناولون الطعام بشكل طبيعي، بالتوقف عن الأكل وأخذ المحاليل خلال 12-24 ساعة الأولى، ثم بعد ذلك البدء بتناول الأطعمة الخفيفة: مثل الموز، والخبز المحمص، والأرز، والحبوب غير المُحلّاة، كما يُمكن إضافة أنواع أخرى من الأطعمة بعد يومين؛ حيثُ يُمكن للطفل أن يعود لغذائه الطبيعيّ بعد مرور ثلاثة أيّام من بداية العلاج.
2- تحديد الإسهال وعلاجه
يجب الإشارة إلى ضرورة تجنّب استخدام أي علاج دوائي لوقف الإسهال دون استشارة الطبيب؛ حيث أن بعض الأدوية قد تتسبب بزيادة وتفاقم المشكلة بدلاً من حلّها.
بداية يقوم الطبيب بتحديد سبب الإصابة بالإسهال واختيار كيفية علاجه دوائياً إن لزم الأمر، فقد يكون سبب الإسهال إصابة الطفل بالعدوى البكتيرية، مما يستدعي أن يصف الطبيب مضادا حيويا مناسب لعلاجها.
حقيقة، لا يُنصح بإعطاء الطفل أي علاجات منزلية مُعتادة لعلاج الإسهال مثل: الحليب المغلي، وماء الأرز، كما ينصح أيضا بتجنب الأغذية الغنيّة بالسكريات مثل: العصائر، والكعك، والبسكويت، والمشروبات الغازيّة؛ فقد تعمل هذه الأغذية على سحب السوائل إلى الأمعاء ممّا قد يؤدي إلى زيادة الإسهال ونقص السوائل.
أسباب الإسهال عند الأطفال
تختلف الحالات المسببة للإسهال عند الأطفال بحسب نوع الإسهال، بشكل عام ينقسم الإسهال إلى نوعين رئيسين:
1- الإسهال الحاد (Acute Diarrhea)
وهو الإسهال الذي يستمر لأقل من أسبوعين، أمّا الإسهال المزمن (Chronic Diarrhea)، فتستمر أعراض الإسهال لمدة أكثر من أسبوعين.
أسباب الإسهال الحاد
تجدر الإشارة إلى أنّ معظم حالات الإصابة بالإسهال عند الأطفال تكون حادة قصيرة الأمد، وفيما يلي بيان لبعض من أهم الحالات الصحيّة التي تؤدي إلى إصابة الأطفال بالإسهال الحاد:
العدوى الفيروسية: (Viral Infection)، تعتبر العدوى الفيروسيّة أكثر أسباب الإسهال الحاد عند الأطفال انتشارا، فعادة ما تُصيب الطفل في فصل الشتاء، وغالبا يبدأ ظهور أعراض العدوى خلال 12 ساعة إلى 5 أيّام من بدء التعرّض للفيروس، خلال هذا الوقت قد تكون حالة الطفل مُعدية، وقد تستمر الإصابة لمدة 3- أسبوع. من أعراض الإسهال الحاد عند الإصابة بالعدوى الفيروسيّة: ارتفاع درجة الحرارة، وألم البطن، والتقيؤ، وألم الرأس والعضلات، وفقدان الشهيّة.
العدوى البكتيرية: (Bacterial Infection)، تتشابه أعراض العدوى البكتيريّة مع العدوى الفيروسيّة، إلا أنه في حالة الإصابة بالبكتيريا ترتفع درجة حرارة الطفل باستمرار إضافة إلى الإسهال المُخاطيّ أو الذي يُصاحبه دم في البراز.
العدوى الطفيليّة: (Parasitic Infection)، تنتشر العدوى الطفيليّة المُسببة للإسهال عادة في مناطق المياه الملوّثة؛ عند بلعها من قبل الطفل، ويشار إلى أنّ عدوى الطفيليات قد تصبح مزمنة؛ أي تستمر لعدة أسابيع أو أشهر.
تسمّم الطعام: (Food Poisoning)، يُكون الإسهال المُصاحب لتسمم الطعام عادة سريعاً ومُفاجئاً، ويُصاحبه التقيّؤ، إلّا أنّه يزول تماما خلال 24 ساعة.
تناول المضادّات الحيويّة: (Antibiotics)، قد تُسبب أنواع من المضادات الحيوية كأحد آثارها الجانبية في الإسهال الحاد عند الأطفال والبالغين، إلا أنها تكون خفيفة الشدة في أغلب الأحوال، وليس لها أي خطورة على المُصاب، فالإسهال يزول عادة بعد يوم أو يومين من التوقف عن تناول المُضاد الحيوي. اقرأ أيضا: أضرار الإمساك تعرف عليها وعلى طرق علاجه.
2-الإسهال المزمن
يقوم الأطفال المُصابون بالإسهال المُزمن بشكل عام بالتبرّز ثلاث مرات خلال اليوم، لمدة لا تقل عن أربعة أسابيع، وفيما يلي بعض أبرز الحالات الصحيّة التي تتسبب في الإسهال المُزمن عند الأطفال:
حساسيّة الطعام: (Food Allergies) مثل: حساسية الحليب أو أحد مشتقاته فيما يُعرف بعدم تحمل اللاكتوز، وحساسيّة الصويا والتي تؤثر عادة في الجهاز الهضمي للطفل، تظهر بعض أنواع حساسية الطعام بشكل عام خلال العام الأول من حياة الطفل ثم تختفي بعدما يبلغ الثلاث سنوات.
حساسية القمح: (Celiac Disease)، فهو عبارة عن اضطراب في الجهاز الهضمي يؤدي إلى خلل في الأمعاء الدقيقة وتُسبب العديد من أنواع الطعام التي تحتوي على بروتين الجلوتين (Gluten) حساسية القمح مثل: الخبز، والمعكرونة، والبسكويت والكعك.
القولون العصبي: (Irritable Bowel Syndrome)، عادة يرافق الإسهال تشنّجات وآلام في البطن، ولا يتسبب القولون العصبي في أي مُضاعفات خطيرة على الطفل، ويزول الألم المُصاحب له عادة عند التبرز.
داء الأمعاء الالتهابي: (Inflammatory Bowel Disease)، وينقسم إلى اضطرابين؛ التهاب القولون التقرحي وداء كرون.